2025-07-04
في القرآن الكريم، يقول الله تعالى: “وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا” (الفرقان:53). هذه الآية العظيمة تحمل في طياتها إعجازًا علميًا مذهلاً، حيث تتحدث عن ظاهرة طبيعية فريدة لم يتم اكتشافها علميًا إلا في العصر الحديث.
معجزة الاختلاط بين البحرين
تشير الآية الكريمة إلى وجود بحرين مختلفين في الخصائص، أحدهما عذب فرات والآخر ملح أجاج، ومع ذلك فهما لا يختلطان بشكل كامل. هذا الوصف الدقيق يتطابق تمامًا مع ما نراه اليوم في مناطق التقاء الأنهار العذبة بالبحار المالحة، حيث توجد منطقة فاصلة تسمى “البرزخ” تمنع الاختلاط الكامل للمائين.
البرزخ: حاجز غير مرئي
البرزخ المذكور في الآية هو منطقة انتقالية بين الماء العذب والمالح، تتميز بخصائص فيزيائية وكيميائية مختلفة. العلماء اليوم يدرسون هذه الظاهرة ويطلقون عليها اسم “المنطقة المختلطة” أو “منطقة المصب”. الغريب أن هذه المنطقة تحافظ على توازن دقيق بين المائين رغم اختلاف كثافتهما وتركيبهما الكيميائي.
التفسير العلمي للظاهرة
أثبتت الدراسات الحديثة أن الاختلاف في كثافة الماء المالح والعذب يخلق حاجزًا طبيعيًا يمنع الاختلاط الكامل. كما أن حركة المد والجزر تلعب دورًا في الحفاظ على هذا الحاجز. هذه الحقائق العلمية التي تم اكتشافها حديثًا كانت قد ذكرت بدقة في القرآن الكريم منذ أكثر من 1400 عام.
الدلالات الإيمانية
هذه الظاهرة العجيبة تذكرنا بعظمة الخالق وقدرته المطلقة. إنها دعوة للتأمل في آيات الله في الكون، وإثبات على صدق القرآن الكريم وأنه منزل من لدن حكيم خبير. كما أنها تظهر أن العلم الحقيقي لا يتعارض مع الدين، بل يؤكده ويثبته.
ختامًا، فإن آية “وهو الذي مرج البحرين” تمثل نموذجًا رائعًا للإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وتشهد على أن هذا الكتاب العظيم هو كلام الله الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا” (الفرقان: 53). هذه الآية العظيمة تحمل إعجازًا علميًا عظيمًا، حيث تبيّن قدرة الله عز وجل في خلقه وتدبيره للكون.
معنى الآية وإعجازها
كلمة “مَرَجَ” تعني خلط وأطلق، أي أن الله جعل البحرين يلتقيان ولكن دون أن يمتزجا تمامًا. وهذا ما أثبته العلم الحديث، حيث توجد في بعض المناطق حدود بين المياه العذبة والمالحة تسمى “البرزخ المائي”، وهو حاجز طبيعي يمنع اختلاطهما بالكامل رغم التقائهما.
1. البحر العذب والبحر المالح
- البحر العذب (فُرات) هو المياه العذبة التي تتدفق من الأنهار إلى المحيطات.
- البحر المالح (أُجاج) هو مياه المحيطات المالحة التي تتميز بكثافة أعلى.
2. البرزخ والحِجر المحجور
البرزخ هو المنطقة الفاصلة بين النوعين، حيث تختلف الكثافة والتركيب الكيميائي للماء، مما يمنع الاختلاط الكامل. وهذا ما أشارت إليه الآية بقولها: “وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا”.
الدلالات العلمية في العصر الحديث
اكتشف العلماء أن ظاهرة “الاختلاط المحدود” بين المياه العذبة والمالحة موجودة في عدة أماكن، مثل:
– مصبّات الأنهار حيث تصب في البحار.
– مناطق المد والجزر حيث تلتقي المياه الجوفية العذبة بمياه المحيط.
وقد تم تصوير هذه الظاهرة بالأقمار الصناعية، مما يؤكد دقة الوصف القرآني الذي نزل قبل أكثر من 1400 عام.
العبرة من الآية
هذه الآية تذكرنا بعظمة الخالق وقدرته على إتقان كل شيء في الكون. كما أنها تحثنا على التفكر في آيات الله في الطبيعة، حيث قال تعالى: “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ” (آل عمران: 190).
خاتمة
إن آية “وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ” تمثل نموذجًا رائعًا للإعجاز العلمي في القرآن الكريم، الذي يثبت أن هذا الكتاب هو من عند الله، العالم بكل دقائق الخلق. فسبحان الذي أتقن كل شيء صنعًا!